الملتقى العلمي الوطني يشهد تقديم محاضرة عن دور النُخب الشبابيّة في بناء مجتمع متماسك

شهدت فعّاليّات الملتقى العلمي الوطني الأول للنُخب الشبابيّة، تقديم محاضرة عن دور النُخب في بناء شخصيّة صالحة ومجتمع متماسك.

وألقى المحاضرة وكيل المرجعية الدينية العليا في بغداد والمشرف على مؤسّسة القبس للثقافة والتنمية، الشيخ طارق البغدادي، ضمن فعّاليّات الملتقى العلمي الوطني الأول للنُخب الشبابيّة، الذي ينظمه مركز ملتقى القمر الثقافي التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسيّة بالتعاون مع جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة.

وقال البغدادي: "إنّ دور النُخب الشبابيّة يتمحور حول محورين أساسيين: الأول بناء الشخصيّة المؤمنة الصالحة، والثاني بناء المجتمع الصالح المتماسك، وكل ما لدينا من برامج ومشاريع ثقافيّة وفكريّة وتربويّة، ينبغي أنّ تتوزع على هذين المحورين، إذ إنّنا نحتاج إلى برامج لصناعة الإنسان الصالح، كما نحتاج إلى برامج ومشاريع عمل لبناء المجتمع الصالح المتماسك".

وأضاف أنّ "في بناء الشخصيّة هناك أمور متعدّدة، منها الإيمان الذي يعتمد على المعرفة والعلم والرؤية الكونيّة التي يتبين منها الإنسان بصيرة الطريق، إذ إنّ الكمال المعرفي هو الكمال الأول في بناء الشخصيّة"، لافتًا إلى أنّ "بعض العلماء أكّدوا أنّ علمي الكلام والعقائد يغذّيان هذا الجانب، وعلم الفقه يغذّي الجانب السلوكي والعملي، حتى يتكامل الإنسان من جهة العمل والسلوك".

وأوضح "أنّنا نحتاج إلى صناعة الإنسان المؤمن الذي يرتكز على المعرفة، سواء كانت فطريّة أو اكتسابيّة من مصادر مختلفة منها، الفكر، والنصوص القرآنيّة، والأحاديث الشريفة، كما نحتاج إلى برامج في بناء الشخصية المؤمنة الصالحة التي تتسم بطهارة الباطن والتخلق بالفضائل".

وتطرّق الشيخ البغدادي إلى جانب من وصايا المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله) للشباب، مؤكدًا أنّها "عبارة عن خارطة طريق كاملة، نجدها موزعة على محاور بناء الشخصية الصالحة المؤمنة العاملة".

واختتم وكيل المرجعية الدينية العليا محاضرته بالقول "فإذا نجح الإنسان بأن يسير على طريق التكامل على المنهج الصحيح، فيتكامل علمًا وعملًا وسلوكًا، ثمّ ينطلق إلى مسار هداية الناس ويتعامل مع الآخرين في بناء مجتمع متماسك".