قسم الشؤون الفكرية يودّع الوجبة الرابعة من رفات ضحايا سجن بادوش في روضة الكفيل

أودع قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، ممثَّلًا بالمركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، الوجبة الرابعة من رفات ضحايا سجن بادوش في مقبرة روضة الكفيل بمحافظة النجف الأشرف.

وشهدت المراسم تشييع ودفن 20 ضحية من ضحايا جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في العاشر من حزيران عام 2014، حضورًا رسميًا وشعبيًا.

وصرّح مدير المركز، الدكتور عباس القريشي، بأن هذه الخطوة تمثّل "مشهدًا مهيبًا يعكس وفاء الذاكرة العراقية لضحايا الجرائم الجماعية"، مشيرًا إلى أن الضحايا الذين تم دفن رفاتهم هم من الأبرياء الذين قُتلوا بوحشية خلال الجريمة الجماعية في سجن بادوش.

وأوضح القريشي أن مراسم الدفن جرت في روضة الكفيل الخاصة بضحايا الإرهاب والتطرّف، وبمشاركة ذوي الضحايا، داعيًا الجهات المعنية إلى الإسراع في إجراءات جبر الضرر لعوائلهم، ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة الموثّقة التي وصفها بـ"الإبادة الجماعية"، مؤكدًا أنها تستوجب الإدانة الدولية والمساءلة القانونية.

من جهته، بيّن الشيخ محمد جعفر المهدوي، المشرف على مراسم الدفن، أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود مستمرة في مجال التوثيق والعدالة الانتقالية، وتهدف إلى استعادة كرامة الضحايا، وربط الذاكرة الوطنية بالمحاسبة.

وأشار إلى أنه تم التعرّف على هوية 20 من الضحايا عبر دائرة الطب العدلي، وبالتعاون مع فرق المقابر الجماعية ومؤسسة الشهداء.

واختُتمت المراسم بدفن الرفات في قبور فردية، وُضعت عليها لوحات تعريفية بأسماء الضحايا الذين تم التعرّف عليهم، فيما استُهلّت الفعالية بتلاوة سورة الفاتحة ترحّمًا على أرواح الشهداء، في مشهد امتزج فيه الحزن بالعزيمة على مواصلة التوثيق وتحقيق العدالة.