مركز الفضل يعيد ترميم ذاكرة الموصل الورقية بخبرات علمية وتدريب متخصّص
موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة
2025-07-22
ضمن الجهود التي تبذلها العتبة العباسية المقدسة في الحفاظ على التراث الثقافي العراقي، كان لمركز الفضل لصيانة وحفظ التراث المخطوط دور مهم في مشروع إعادة تأهيل مكتبة جامعة الموصل التي تعرضت لدمار كبير خلال سيطرة الإرهاب على المدينة.
ولمعرفة تفاصيل هذا المشروع وخططه المستقبلية، أجرينا هذا الحوار مع مدير المركز، السيد ليث لطفي:
بدايةً، ما الدور الذي قام به مركز الفضل في مشروع استعادة مكتبة جامعة الموصل؟
بدأنا العمل على هذا المشروع من خلال تأهيل وتدريب كادر متخصص من مكتبة جامعة الموصل، أشرف مركزنا بشكل مباشر على إنشاء قسم خاص بصيانة وترميم الكتب والمخطوطات داخل المكتبة، فزودناهم بقوائم مفصلة تتضمن المواد والمعدات المطلوبة لهذا النوع من العمل، ثم شرعنا بتدريب الكادر على استخدام تلك الأدوات وفقًا لأحدث المعايير العالمية المعتمدة في مجال ترميم وحفظ التراث الورقي.
كم استغرقت مدّة التدريب، وما المحاور التي تضمنها البرنامج؟
استمرت التدريب 45 يومًا مقسمة على ثلاث مراحل متقطعة، حرصنا خلالها على الدمج بين الجانب النظري والتطبيقي.
في الجانب النظري، تم شرح التكوين المادي للكتب والوثائق، والعوامل التي تؤدي إلى تلفها، وطرق تشخيص تلك الأضرار.
• صيانة عامة للكتب شملت الكعب، الخياطة، الغلاف وغيرها.
هل هناك خطة مستقبلية لمتابعة هذا المشروع أو تطويره؟
نعم بالتأكيد، المشروع لا يتوقف عند مرحلة التدريب فقط، نحن نعمل على متابعة الكادر الذي تم تدريبه بشكل دوري، لتقديم الاستشارات والملاحظات العلمية، بهدف تطوير مهاراتهم وتحقيق الاستقلالية في العمل.
ونسعى أيضًا إلى توسيع التجربة لتشمل مكتبات ومراكز ثقافية أخرى في العراق، لأن حماية التراث الورقي هي مسؤولية وطنية لا تخص مدينة بعينها.
برأيكم، ما أهمية هذا المشروع على المستوى الثقافي والوطني؟
هذا المشروع لا يمثل فقط إعادة إعمار مكتبة متضررة، بل هو استعادة لهوية ثقافية وتاريخية كانت مهددة بالضياع، مكتبة جامعة الموصل تُعدّ من المكتبات الأكاديمية المهمة في العراق، وتراثها الورقي يوثق عقودًا من النتاج العلمي العراقي، لذلك فإن ما نقوم به هو إسهام فعلي لإحياء الذاكرة الثقافية للموصل، وحماية لإرث معرفي يخدم الأجيال القادمة.