جمعية كشافة الكفيل تبذل جهوداً استثنائيّة لترسيخ ثقافة العزاء في نفوس الفتية
موقع قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة
2025-07-05
ضمن برامجها التربوية الهادفة، تواصل جمعية كشافة الكفيل التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة جهودها في ترسيخ المفاهيم العقائدية الأصيلة لدى الفتية، وفي طليعتها ثقافة المجالس الحسينية، التي تُعدُّ من أهم روافد التربية الدينية والانتماء الرسالي.
وفي إطار برنامج "التطوير الحسيني الشامل" بدورته التاسعة، فعّلت الجمعية مجالس يومية احتضنت الفتية المشاركين، ليكونوا جزءًا فاعلًا في إقامة هذه المجالس، من خلال انشطة تلاوة القرآن، والإنشاد، والخدمة، والإدارة، ما أسهم في تكوين بيئةٍ تربويةٍ ملهمة، تمزج بين الحزن الواعي والموقف الرسالي.
وفي تصريح خاص، قال الأستاذ علي الأسدي، المفوّض العام لجمعية كشافة الكفيل: "نحن لا نقدّم المجالس الحسينية للفتية بوصفها طقسًا موسميًا فقط، بل نؤمن بأنّها مدرسة متكاملة تُربّي وتهذّب وتبني وعيًا رساليًا عميقًا، ولهذا فإننا نحرص على إشراكهم في كل تفاصيلها، لتكون التجربة حقيقية وراسخة".
وأضاف: "كل نشاط نقوم به، مهما بدا بسيطًا، يحمل بعدًا عاشورائيًا؛ لأننا نُعدّ جيلًا يكون فيه الحسين (عليه السلام) جزءًا من وعيه وقراراته وسلوكه اليومي، لا مجرد ذكرى عاطفية".
وتؤكد إدارة الجمعية أنّ المجالس الحسينية تمثل منبرًا يُعلّم الفتية القيم الكبرى التي قامت من أجلها نهضة الإمام الحسين (عليه السلام): التضحية، الكرامة، الإيمان، الثبات، والعدالة، ومن هنا تسعى الجمعية إلى جعل هذه المجالس وسيلة فاعلة في تشكيل وعي الجيل الناشئ وتثبيت هويته العقائدية.
ويقول الأسدي: "نحن لا نُعلّم الفتى كيف يبكي فقط، بل نُعلّمه لماذا يبكي، وعلى من، وماذا تعني تلك الدمعة في ميزان الوعي والالتزام، وهذا هو جوهر الثقافة الحسينية التي نزرعها في نفوسهم".
وترى الجمعية في غرس ثقافة المجالس الحسينية في أعمار مبكرة استثمارًا تربويًا عالي الأثر، يهيّئ جيلًا قادرًا على حمل رسالة كربلاء، وتمثّلها في ميادين الحياة.
ويختتم الأسدي بالقول: "نريد لفتياننا أن يكونوا مشروع وعيٍ حسينيّ متكامل، يعيشون القضيّة لا موسمًا، بل سلوكًا يوميًا في المدرسة والبيت والمجتمع، ليكونوا رسلًا للحسين (عليه السلام) في زمانهم، وأمناء على دمائه في واقعهم".
من خلال المجالس الحسينية، تؤسس جمعيّة كشافة الكفيل لنهجٍ تربويّ مستدام، يرى في العزاء الحسيني مسارًا للتهذيب، وبناء الهوية، وتعميق الانتماء، لتكون كربلاء أكثر من حدث تاريخي، بل مشروعًا مستمرًا لبناء الإنسان الرسالي.