سماحة السيد الصافي يرد على ادعاءات كتب السير في أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لا يعرف الكتابة والقراءة
موقع قسم الشؤون الفكرية والثقافية
2025-06-15
ردّ المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، سماحة العلامة السيد أحمد الصافي، على ادعاءات كتب السير في أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لا يعرف الكتابة والقراءة، مؤكدًا أنّ طلبه (صلى الله عليه وآله) بكتابة وصيته يدل بوضوح على معرفته بالقراءة والكتابة.
جاء ذلك في مداخلة لسماحته عن بحث بعنوان (الوصايا التربوية الاحتضارية.. وصية الإمام الحسن المجتبى -عليه السلام- لجنادة بن أمية أنموذجًا)، للباحث الشيخ ضياء علاء الكربلائي، ضمن فعاليات الجلسة البحثية الأولى من أسبوع الإمامة الدولي الثالث.
وقال سماحته: "أنا واقعًا ليس عندي سؤال، بل مداخلة للاستفادة من الحدث، إنّ وصية النبي (صلى الله عليه وآله) في آخر لحظات حياته الشريفة لم تُكتب بسبب المشكلة التي حدثت بين أصحابه، وبالنتيجة هو أخرجهم، لكن هذه الجملة ذكرها النبي (صلى الله عليه وآله) تُسقط ما اشتهر بين كتب السير بأنّه (صلى الله عليه وآله) لم يكن يعرف الكتابة والقراءة!!، باعتبار النبي(صلى الله عليه وآله) قال: (ائتوني بالكتف والدواة أكتب لكم)، ونسبة الكتابة والفعل للفاعل نسبة حقيقية، يعني لم يقل أملي لكم كتابًا، وإنما قال أكتب لكم كتابًا، ولا يمكن أن يقول هذه الكلمة ما لم يكن متمكنًا من فعلها، وهذا يوافق عقيدتنا في أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان يعرف القراءة والكتابة، وذكرنا في أكثر من مورد من كلام الإمام الصادق (عليه السلام)، كان شديدًا على من يقول إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لا يعرف القراءة والكتابة، بردّه عليهم حين قال: كذبوا".
وأضاف، أنّ "هذا الفعل وإن لم يتم، لكن يمكن الاستفادة من سياق الجملة في إمكانية النبي (صلى الله عليه وآله) للكتابة".
وأوضح، أنّ "النقطة الثانية حول ما تفضلتم به في قضية إحجام الآخرين عن السؤال، نعم هذا صحيح في بعض الحالات، البعض كان يسأل إمّا استهزاءً بالمقابل، أو يسأل تعجيزًا، يعني السؤال لم يكن على حقيقته سؤالاً، والإمام علي (عليه السلام) عندما قال: (سلوني قبل أن تفقدوني) في بعض جلساته، قام له الأشعث لعله سأله سؤالاً، إمّا يكون استهزاءً، وإمّا أن يكون تعجيزًا كما يتوهم، وهو كم شعرة في لحيته؟!، وطبعًا الإمام (عليه السلام) يتكلم عن أمور راقية في قبال أنّه لا بد من وجود عقول تفهم ما يقوله الإمام، في حين أنّ هذا النكرة يستهزئ بهذا السؤال، والإمام (عليه السلام) بيّن أيضًا بعض الأمور المستقبلية، وهي قوله ما مضمونه أنّه سيخرج من صلبك.. إلى آخر كلامه".
واختتم مداخلته بالقول: "فنعم كانوا يحجمون إمّا للأنفة أو الحمية أو الجهل، وفي الروايات الشريفة كما تفضل الشيخ، كانوا ينتظرون أعرابيًّا يأتي ليسأل حتى يفيدوه".